تطور مفهوم تقنيات التعليم
مفهوم تقنيات التعليم مر بتسميات متعددة أهمها:
1. الوسائل البصرية.
وسميت بالوسائل البصرية لكونها تعتمد حاسة البصر كمصدر أساسي للتعليم، والعين هي الإدارة الفعالة في هذا المجال، فالإنسان يشاهد ما حوله من حقائق تملئ بيئته الحياتية فيتفحص هذه الأشياء فيدركها ثم يفهمها وفي هذا تأكيد على ممارسة التعليم عن طريق الخبرات الحسية المباشرة. وقد أكد ذلك علماء التربية الأوائل كالحسن بن الهيثم الذي كان يفسر لطلابه ظواهر الطبيعة علميا. و(ورسو) الذي أكد ضرورة وضع الأشياء أمام عين المتعلم حتى يراها ليتعلم تعليما واقعياً بعيداً عن الكلام المجرد.
2. الوسائل السمعية البصرية
وتعني هذه التسمية التأكد على استخدام أكثر من حاسة من حواس الإنسان في العملية التعليمية كالبصر والسمع أي مرافقة الكلمة المنطوقة لعملية المشاهدة للأشياء سواء كانت حقيقة أو بديله، وقد زاد في تأكيد هذا الأسلوب ظهور السينما التي تعتمد تقديم المعارف بواسطة الصور المتحركة وما يرافقها من مؤثرات صوتية.
وسواء أكانت الوسائل سمعية وبصرية فيجب أن تشكل جزءا أساسي لا يتجزأ من المادة التعليمية ومن عملية التعليم نفسها. ومن هنا كانت تسمية الوسائل التعليمية أشمل حيث أنها تعتمد على جميع حواس الإنسان وأساليب العمل واستخدام كل الإمكانيات المتوفرة في بيئة المتعلم.
3. تكنولوجيا التدريس
وهي استخدام المدارس للطرق النظرية والعملية في إطار العملية التربوية للوصول إلى تعليم أكثر فعالية.
وقد عرف هذا المفهوم بأنه، (طريقة منظمة للتصميم وتنفيذ وتقويم العملية التربوية على أساس من البحث العلمي عن طرق التعليم الإنساني مصحوبة باستخدام مصادر بشرية وغير بشرية للوصول إلى عملية تعلميه متطورة تتسم بتأثير الجودة. ومن هنا يتبين لنا أن تكنولوجيا التدريس تساهم في حل المشاكل التعليمية في المدرسة وتوفر للمدارس إمكانات فعالة في تحسين مواقفه التعليمية.
4. تكنولوجيا التربية والتعليم
من المفاهيم الشائعة لدى الكثير من الناس ارتباط كلمة التكنولوجيا بالمبتكرات الحديثة الآلية والإلكترونية والكمبيوتر وإنها وليدة الثورة الصناعية التي تعم حياة البشرية وحلول الإله محل الإنسان في كثير من الأعمال إلا أن هذا الموقف يختلف اختلافا كبيرا بالنسبة للتربية حيث يبقى الإنسان سيد الموقف وعليه أن يسخر جميع هذه الأشياء في الوصول إلى نتائج أفضل في تحقيق أهدافه في مجالات التربية والتعليم. وقد عرف روبرت جانيه تكنولوجيا التعليم بأنها (تطوير مجموعة من الأساليب المنظمة مصحوبة بمعارف علمية لتصميم وتقويم وإدارة المدرسة كنظام تعليمي).
(www.alrassedu.gov.sa)
المسميات المختلفة لتقنيات التعليم :
تعددت المسميات التي أطلقت على التقنيات التعليمية ويرجع ذلك إلى اختلاف النظرة اليها من حيث وظيفتها من فترة زمنية إلى أخرى ومن هذة المسميات :
- الوسائل البصرية .
- الوسائل السمعية .
- الوسائل السمعية البصرية .
- وسائل الإيضاح / وسائل الإيضاح السمعية البصرية .
- معينات التدريس / الوسائل المعينة / المعينات التعليمية .
- المعينات الأدراكية .
- وسائل الاتصال التعليمية .
- الوسائل التعليمية .
- الوسائل التعليمية التعلمية .
- وسائل تكنولوجيا التعليم .
- التقنيات التربوية .
- التقنيات التعليمية .( أحمد سالم , 56)
أن تقنيات التعليم عملية متكاملة مركبة تهدف إلى تحليل مشكلات المواقف التعليمية ذات الأهداف المحددة، وإيجاد الحلول اللازمة لها، وتوظيفها وتقويمها وإدارتها، على أن تصاغ هذه الحلول في إطار مكونات منظومة كافة المكونات البشرية والمادية للموقف التعليمي، مما يعني تأكيد تقنيات التعلم على الجوانب التالية:
1. وجود الأهداف التعليمية المحددة القابلة للقياس.
2. مراعاة خصائص المتعلم وطبيعته.
3. مراعاة إمكانات وخصائص المعلم.
4. توظيف المواد والأجهزة التعليمية التوظيف الأمثل لخدمة مواقف التعلم.
5. الاستفادة من النظريات التربوية في حل المشكلات وتصميم المواقف التعليمية الناجحة.
وعلى الرغم من شيوع الآراء التي ترى صعوبة إيجاد تعريف دقيق شامل لمفهوم تقنيات التعليم، إلا أن الربط بين هذا المفهوم ومفهوم النظم قد قلل من أهمية تلك الآراء، حيث أصبح مفهوم تقنيات التعليم يستند إلى جذور مستمدة من كل من المفاهيم التالية: مفهوم التكنولوجيا، ومفهوم التدريس ومفهوم النظم.
أن تقنية التعليم مجال جديد بالنسبة لغيره من المجلات، والعلوم الأكاديمية والأخرى. وقد أعتمد هذا المجال على علم النفس بفروعه المختلفة، كم أعتمد على علم الاجتماع، ونظرية الاتصال والإعلام، وكثير من العلوم الطبيعية كالفيزياء.، ومجال تكنولوجيا التعليم حيوي متطور، يكافح ليكون مجالاً علمياً في دقة العلوم الطبيعية، مما يجعل باحثيه يجتهدون في استخدام المنهج العلمي الرصين في بحوثهم، كما يجهدون لتحديد المصطلحات ولغة الحديث العلمي المتفق عليها
كانت الاشارة الأولى لوجود مجال تكنولوجيا التعليم هي بزوغ التعليم البصري الذي تحول لاحقا إلى مفهوم التعليم السمعي البصري وقد أدت الكتب التي صدرت في وقت مبكر بوساطة كل من هوبان ( Hoban ) وزيسمان ( Zisman ) (1937 م ) وديل ( Dale ) ( 1946 م ) مقرونة باستخدام واسع وفعال للوسائل التعليمية في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية إلى إضفاء الشرعية على المجال .
كما سلطت الأحداث في أجزاء أخرى من العالم الضوء على أهمية الوسائل . فمثلا تأسس المجلس الوطني للأفلام في كندا ( Canada ) وهو من أوائل وكالات إنتاج الأفلام الوثائقية – في عام 1939 م .
كذلك أكدت نتائج أبحاث وود ( Wood) وفريمان (Freeman) ( 1929م) ونولتون ( Khnwlton) وتيلتون ( Tilton) ( 1929م) وكاربنتر (Carpenter) وجرينهل (Greenhill) (1956م) قيمة الوسائل في عملية التعليم والتعلم وساعدت على تأسيس مجال تكنولوجيا التعليم . كما لخص كل من فليمنج
( Fleming) وليفاي (Levie) ( 1976م , 1993م) كثيرا من الأبحاث المبكرة في الوسائل وعلم النفس , وقدما هذا العمل على هيئة إرشادات لتصميم الرسالة التعليمية .
اليوم يواجه المجال الإمكانات التعليمية التي يقدمها الحاسب الالي كوسيلة للتعليم والتعلم وكذلك استخدامه كأداة لدمج أنواع من الوسائل في وحدة مفردة للتعليم . إضافة إلى ذلك حل الفيديو – الذي يمكن أن يكون تفاعليا وباتجاهين – محل الفلم التعليمي على نطاق واسع .
وقد تزامن نع تقديم الوسائل التعليمية وتطويرها كموضوع للدراسة فكرة علم التدريس التي كانت انذاك في مرحلة تطور فقد قدم علم النفس التعليمي أساسا نظريا ركز على المتغيرات المؤثرة بالتعلم والتعليم . وطبقا للرواد الأوائل في المجال حصلت طبيعة المتعلم وعملية التعلم على أسبقية مقارنة بطبيعة منهجية نقل الرسالة التعليمية .